حسيت إنه في حِمل انزاح عني وعن أهلي، المنحة قدّمتلي تمويل كامل لرسوم الجامعة بالإضافة لمصروف شهري.
سيرين سلامة - عمّان
- > 63 فرع
- > 12,063 مستفيد/ة من التدريبات الإلكترونية
- > 102,002 مستفيد/ة من المحفظة الإلكترونية
- > 26,539 مستفيد/ة من خدمة حسابي/تطبيق الهاتف
- > 64,028 مستفيد/ة من تطبيق الهاتف
- > 121,007 مستفيد/ة من تطبيق الطبي
- > 745 موظفة و موظف
“حين تشعر بأن أطفالك معرضون للجوع أو الحرمان، ستغمض عينيك وتتحرك بلا وعي منك. لو مُنحتُ اليوم قصراً لن أتوقف عن العمل”، بهذه الكلمات بدأت سمية الملحم، إحدى مستفيدات شركة “صندوق المرأة للتمويل الأصغر”، حديثها عن قصتها الملهمة وكيف نمت بمطبخها المنزلي خطوة بخطوة.
نتيجة لظروف الحياة القاسية، بدأت سمية العمل من المنزل لتعين زوجها في توفير معيشة أفضل لأبنائها الخمسة. في بداياتها، كانت تحضّر الفول والترمس والبليلة لبيعها لطلبة المدارس في مواسم الشتاء، وفي فصل الصيف كانت تعدّ العصائر الباردة، كما زرعت حديقتها الصغيرة بالذرة لتكون مصدراً آخر لكسب العيش.
توجهت سمية لأول مرة لشركة “صندوق المرأة للتمويل الأصغر” قبل حوالي ثماني سنوات بتوصية من أخيها، حيث حصلت هي وزوجة اخيها على تمويل جماعي واتفقتا على تقسيم الدفعات. تقول سمية: “كنتُ أضع الكعك الذي أصنعه في مخبز والدي كنوع من التسويق، وقد لاقى رواجاً كبيراً. فكرتُ حينها أنني بحاجة إلى زيادة إنتاجي من الكعك المنزلي، فتوجهت لشركة “صندوق المرأة للتمويل الأصغر”، وحصلت على التمويل المطلوب. كنتُ أجول وابني المكاتب الحكومية والمحلات لبيع الكعك، واليوم، أتلقى الطلبيات من مختلف مناطق المملكة، كما أن ثمة مخبز يسوّق لإنتاجي بشكل منتظم”.
جاءت فكرة صنع الكعك المنزلي بعد أن رزقت سمية بتوأم يعانيان من ضعف البصر، وباستغلال الإمكانيات المتوفرة لديها، ومهاراتها في الطهي التي عُرفت بها عبر السنوات على مستوى منطقتها في الكورة بمحافظة اربد، لم تتوقف سمية عن العمل يوماً لتمنح هذين الطفلين فرصة العيش الكريم والتعليم كأقرانهما. فإلى جانب الكعك، تتلقى سمية باستمرار الطلبيات لصنع الأطعمة المحلية كالمطابقة والمنسف والمفتول، إلى جانب الجبن والسمن، وغيرها، وتعبر قائلة: “عندما كان والدي يعرض المفتول في مخبزه، لم يكن الزبائن يصدقون بأنه من صنع يدي، فأنا أعدّه على الطريقة الأصيلة لأجدادنا وجداتنا”.
وكانت سمية قد شاركت في إحدى المعارض التي نظمتها شركة “صندوق المرأة للتمويل الأصغر” كجزء من الخدمات غير المالية التي تقدمها لدعم مستفيديها، والمساهمة في توسيع نطاق أعمالهم والمحافظة على استمراريتها، كما حصلت على جائزة “ستي بنك للمشاريع الصغرى” تقديراً لمشروعها الناجح، والأثر الذي أحدثته في سبيل تحسين أوضاع عائلاتها.
سمية، هي واحدة من النساء اللواتي ألهمن غيرهن وحفزتهنّ نحو العمل والإنتاج للخروج من الوضع المادي المتردي الذي يعشنه، وقد علّمت إحدى النساء كيفية صنع الكعك، والتي توجهت هي كذلك فيما بعد لشركة “صندوق المرأة للتمويل الأصغر” لتنمية مشروعها.
“مع الوقت تمكنا أنا وزوجي سوية من شراء أرض وتعمير منزل لنا فيها، حينها توجهت للمرة الثانية لشركة “صندوق المرأة للتمويل الأصغر”، وقد حصلت على تمويل لتجهيز منزلي الجديد. يغمرني الرضا بكل ما توصلنا له. لا نزال نحمل عبء بعض الديون، لكننا سنواصل العمل حتى نسددها جميعها، وسأواصل تعليم توأمي، وتنمية مشروعي أكثر فأكثر”.