ثلاث مرات مرضت وبناتي الاثنين عملوا عملية قيصرية… كثر خيرهم، ما بخلونا بالضيقة
دنيا التركماني- سحاب
- > 63 فرع
- > 12,063 مستفيد/ة من التدريبات الإلكترونية
- > 102,002 مستفيد/ة من المحفظة الإلكترونية
- > 26,539 مستفيد/ة من خدمة حسابي/تطبيق الهاتف
- > 64,028 مستفيد/ة من تطبيق الهاتف
- > 121,007 مستفيد/ة من تطبيق الطبي
- > 745 موظفة و موظف
في دكان صغير بالشونة الشمالية؛ تجلس مرام التلاوي في مكانها تعد القهوة بحب وفرح، وتبيع السكاكر وبعض مستلزمات البيوت البسيطة، علها تستطيع أن تعيل أسرتها المكونة من 5 أفراد. ربما هو حلم بدأته بمشروع صغير، لكنه يشكل بالنسبة لها حلما كبيرا، وسدادا لحاجة تحميها من السؤال والعوز واحتياج الناس.
ومع كل إشراقة صباح، تفتح باب دكانها الصغير، وترفع أكفها داعية الله أن يكون يومها مباركا، وفيه من الرزق الكثير، لكي تتمكن من تغطية تكاليف ومستلزمات حياتية لا تنتهي.
“المرأة هي صمام الأمان في بيتها”، هكذا تقول التلاوي في حديثها لـ “الغد”، وأحيانا تكون المعيلة الوحيدة لعائلتها، فلا تملك حلولا سوى أن تعمل ليل نهار، لكي تؤمن ما تحتاجه أسرتها.
التلاوي (35 عاما)، زوجها عامل وطن، ولأن متطلبات الحياة لا تنتهي، حاولت أن تساعد رفيق دربها لتأمين الدخل اللازم للأسرة، والمساهمة في بناء حياة أطفالها.
تقول، “عندما تزوجت كانت الحالة المادية صعبة جدا، فكان زوجي فقط من يعيل العائلة رغم دخله القليل، وكان لدينا بيت صغير في منطقة شعبية فيه مخزن صغير”، هي لم تستطع أن تقف مكتوفة الأيدي وحاجة العائلة تزيد، ورغم أنها لم تكمل تعليمها لكن كان لديها طموح أن تكون سيدة عاملة ومعيلة لأسرتها ومساعدة يدا بيد لزوجها، لأنها تدرك جيدا أنه لن يستطيع ذلك بمفرده.
عملت على توفير مبلغ مالي صغير ولجأت إلى صندوق المرأة منذ أكثر من خمسة عشر عاما للحصول على قرض تبلغ قيمته 400 دينار لتهيئة المخزن الصغير الملاصق لبيتها، ليكون دكانا صغيرا أو أشبه بالكشك لبيع السكاكر وبعض المواد البسيطة التي تفيد أهل المنطقة.
الدكان الصغير، كان وجه السعد عليها، كما تقول، وفيه رزق جيد يساعد العائلة، ومن خلاله استطاعت أن تسد القرض للصندوق، كما وفرت برفقة زوجها عبر السنوات الماضية مبلغا ماليا إضافيا اشترت فيه بيتا صغيرا في منطقة أخرى، ليكون مكانا جديدا لرزقها وعائلتها.
تستذكر التلاوي دكانها السابق والذي لم يتجاوز بضعة أمتار، وفيه أرفف صغيرة في داخله، لذلك عندما جاءتها فرصة لتوسعة مشروعها، لجأت لأخذ قرض جديد من صندوق المرأة استمر خمسة عشر عاما.
تقول “خلال هذه الفترة كان عليها التزامات شهرية، فبدأت مع الصندوق من قرض 400 دينار إلى 2000 دينار”، ولا تنكر أنها واجهت صعوبات كبيرة للاستمرار بالمشروع، لكن كان لديها حلم، وسعت وراءه.
أكثر ما كان يرهقها والصعوبات التي واجهتها، هو حديث الناس من أقارب وجيران وأصدقاء، حتى ممن يقدمون النصيحة لها؛ “الدنيا موت برد شو مقعدك بهالدكان أو انت مش مجبورة”، لافتة أن هنالك أناسا لا يقدرون ظروف البعض.
سمعت تعليقات وانتقادات دائمة من هنا وهناك بأنها امرأة وتبيع القهوة في الشارع، لكنها لم تكن تلتفت لذلك، فما يهمها أن لا تحتاج أحدا هي وأفراد أسرتها، فصعوبات العمل لا تنتهي على حد تعبير التلاوي، لكن ما يخفف عنها هو استطاعتها أن تؤمن حياة كريمة لأبنائها بمساعدة زوجها الذي تعتبره داعما وسندا لها، يساعدها في إتمام مشروعها وتوسعته.
في البداية، عملت التلاوي على إتمام مشروع القهوة في دكانها عبر نقل أسطوانة الغاز في بيتها للمحل، لأنها كانت تدرك أن هذا الغاز هو الذي سيمكنها من شراء غاز جديد لبيتها ومستلزمات أخرى.
وتضيف “تفاجأت يوما باتصال من صندوق المرأة بأنني ملتزمة في سداد القرض بمواعيد وكان لها مكافأة، فطلبت منهم العمل على تصليح دكانها بقيمة الجائزة إذ كان سقف الدكان مهترئا ويسمح بتسريب الماء لداخل المكان، وبالفعل تمت إجراءات الصيانة لجعل الدكان في حال أفضل وعملت على زيادة البضائع التي تبيعها، ما جعل الزبائن يرتادون أكثر دكانها”.
أما تفاصيل يومها، فتبين أنها في فصل الشتاء يبدأ عملها منذ السابعة صباحا، متمنية أن يكون يومها مباركا ومليئا بالرزق. بعدها تقوم بإعداد القهوة وغليها بشكل جيد، ما يجعل الزبائن يتزاحمون لشرائها لرائحتها اللافتة.
زوجها يعمل في وظيفته لما بعد العصر فيأتي إلى المحل في وقت الظهيرة، لتعود هي إلى البيت وتقوم بتدريس أبنائها وتنظيف المنزل وتحضر الطعام، من ثم تعاود الذهاب للدكانة لإكمال عملها هناك.
وتؤكد التلاوي أن العمل والجهد والصبر وتحمل المسؤولية، أساس النجاح، والأهم عدم التوقف عند كلام الناس وانتقاداتهم، ويكفي أنها في عيون أهل منطقتها مكافحة ومجتهدة، تعمل بصمت، ولم تعتمد على أحد في بناء مشروعها، إنما استطاعت أن تحسن من مستوى معيشة عائلتها يدا بيد مع زوجها، ليمضي المشروع ويكون أفضل مع مرور الوقت.